Monday, May 14, 2007

هذيان ثوري


تناثر الكلمات في الصمت ، تجعلني التقط الطريق من الضياع ، فالعمر كله جراح لا تندمل ، فنحن أناس محكومين بالأمل ، فالغوص في غموض الحياة يرشدنا الى الضوء ، فليس هناك ما يخيفنا لكن صمتنا هو انتحارنا ، فالارض تحتاج الى العطاء والتضحية الفعلية لكي تعطينا احترامها

تشتت و ضياع الأمل في التحرير ، يحتم علينا ان نفكر بطريقة مختلفة في تغيير الواقع المعاش وقلب السكون الى ثورة حقيقية مليئة بالاصرار والعزم على الخوض في انتشال بقايا رذاذ الوطن الممزق ، لا نريد استمرار للوضع السائد الذي يحاول البشر التأقلم به ، بل هناك هدف اسمى من هذا كله وهو المعركة الحقيقية التي يسعى اليها كل انسان بقي لديه ذرة انتماء لهذا الوطن الذي تكالبت عليه كل حثالات البشرية وذلك لتبية مصالحها الشخصية ، فانا اتكلم واحترق شوقا لارى هذه البقعة الجغرافية من العالم لديها استقلال كما في باقي الشعوب التي حصلت على هذا الاستقلال ، الثورة الحقيقية لا تأتي من الجامعات ، ولا من الشهادات العليا ، ولا من الوظيفة التي يريد كل انسان الحصول عليها ، ولا من السياسات الخارجية والداخلية ، نحن نبحث عن وطن في ركام واشلاء الارض ، وطننا لا يستعاد من خلال مجاراة الواقع والتعايش معه بل بقلبه وذلك عن طريق معركة حقيقية تقودها البندقية التي تكون محكومة بفكرة نبيلة تضم القيم الانسانية والاخلاقية

ايها الانسان إنهض وقاتل ، فدم الثوار ما زال ينبض بالحرارة ، انهض من احلامك التي لا معنى لها ، فالحلم واحد ويتطلب تضحيات جسام وشهادة من اجله وهو اما أن تنتصر على الواقع المسموم بالجراح و إما أن تبقى ضائعاً ويقتلك الزمان وتموت في حسرتك ، و أصعب شيء على الانسان عندما يرى قطعة من جسده تأخذ منه وهو لا يحرك ساكنا ولا يبدي أي نوع من المقاومة والرفض ، لقد سئمنا الكلام وضعنا في اكاذيب المتأمرين على قضيتنا ، يتكلمون بالسنكم ويسرقون حلمكم ، ينامون على كروشهم وتنامون في خيامكم ، غيروا ثقافتنا وقيمنا واخلاقنا و انتم تكافؤنهم بالسكوت والصمت ، كثرة الخناجر في صدري و انتم تغمضون اعيونكم ، اهل فكرتم ونظرتم جيدا و تسائلتم وقولتم ما الذي يحدث بحالنا ، أم احباطكم وهروبكم من واقعكم هو حل للمسألة ، يلزمنا اطلاق العنان لمخيلتنا و عقلنا لكي نفكر بشيء من المنطق السليم ، ونبحث عن تقرير مصيرنا بايدينا وليس بايدي المتسلقين والمتخاذلين ، اللذين مللنا منهم وسئمنا كلامهم الناعم ، كأننا لسنا أصحاب قضية عادلة ، التي قدمنا لها أغلى ما نملك وما زلنا ، الشهداء والجرحى والاسرى والثكالى واليتامى والبيوت ، لكننا لم ولن نفرط بارضنا وبشجرنا وكرامتنا ، فنحن شعب عصي على الكسر ، فنحن نؤمن بفكرة أن كل احتلال لا بد له من الزوال ولكن زوال الاحتلال لا يأتي من أن نبقى نعيش في حالة من" التقوقع القاتل" الذي لا يعطي معنى للعمل الثوري، الثورة يجب أن تدوم وتدوم ، ولا تأتي لنا على طبق من ذهب ، بل تحتاج الى وعي حقيقي و اصرار وشجاعة لكي نقدر على التغيير واحداث ثورة ، فالثورة دائما تحتاج الى عمل واعي ، انظروا الى الثورة الفيتنامية ، الكوبية ، الجزائرية .... الخ ، لولا الوعي الجاد بضرورة الوحدة والعمل الذي يقود الى التحرير من بطش الامبريالية لما حدثت ثورة ، فالثورة تحدث عندما يحس الانسان انه مظلوم ومقهور ومضطهد ومحروم من شيء معين وعندما يعي بهذا كله فانه يكون في طريقه شيء واحد ، شيء واحد فقط الا وهو العمل الواعي الدؤوب الذي يقود الثورة

فالتمرد و التضحيات ضرورية لكل الشعوب المحتلة لكي تحقق مصيرها وتبني ذاتها بذاتها ، فنضالنا من اجل التحرير مرهون بمقدار وعينا ، لماذا لا يكون لنا اسم وبندقية واحدة مشرعه في وجه المحتل !!! ، لماذا تعددت الاسماء و البنادق ، عدونا واحد ومغتصبنا واحد فيجب ان نكون في وجهه مقاتل واحد وباسم واحد وبندقية نظيفة واحدة

يا وطني لا تحزن فان فجر التغيير قادم ، بسواعدنا وبعزيمتنا واصرارنا لا يمكن ان يقف امامنا أحد ، الذل طعمه مر و المجد طعمه فُل ، فمجدا للذين نسجوا و غزلوا راية الحرية والتغيير من نور عيونهم ، واوقدوا الطريق الحالك ليصبح مضيئاً بالامل في التوق الى الحرية والنصر

فوصيتي أن تصونوا وطننا وأن لا تسقطوا من أياديكم البندقية ، حتى يبقى صوتها مدوياً وعالياً ليصل عنان السماء ، لان الانسان في هذا الزمان الرديء لا يعيش الا مرة واحدة فيجب عليه أن يعيشها بشرف






بالوعي الكامن في داخلنا وبندقيتنا تحرر الأوطان

No comments: